يقول الأثري الراحل الدكتور عبد الحليم نور الدين، في بحثه "الأهرامات المصرية" إن "فرط تفكير الناس وصعوبة تصديقهم لما رأوه على أرض الواقع، دفعهم للخروج عن إطار العقل والمنطق، وأحاطوا الهرم الأكبر وغيره من الأهرامات بفيض من القصص والأساطير، حول كيفية بنائه ودوره الوظيفي ومن الذين بنوه".

ويضيف "الأمر ظل يتحرك في إطار خيالي لا دليل عليه إلى أن بدأ علم المصريات عام 1822 فك رموز الكتابة المصرية (الهيروغليفية) المسجلة على حجر رشيد".
ومع إزاحة الستار عن أسرار اللغة المصرية القديمة، بدأت الحقائق تتجلى واضحة، مدعومةً بوفرة من المصادر الموثوقة، مثل البرديات والنقوش والأدوات التي استخدمها المصريون القدماء في بناء الأهرامات.
لكن ما أسباب استمرار انتشار الأساطير رغم التقدم العلمي؟ وكيف بُنيت الأهرامات من واقع ما نعرفه من علم المصريات؟
فقد ثبت في علم المصريات عن طريقة نقل الحجارة الضخمة التي يعجز البعض عن استيعابها، هناك مناظر عديدة مصورة تجسد نقل تماثيل ومسلات عملاقة وزنها يفوق وزن أحجار الأهرامات بعشرات الأضعاف"، حيث أن هناك طريقة متعارف عليها لجر الأحجار الضخمة بوضعها على زلاجات، مع وجود عمال في المقدمة تسكب ما يُرجح أنه لبن؛ لتخفيف احتكاك الزحافات بالأرض.
تدعم الأدلّة الجديدة حول نهر النيل نظرية قديمة العهد حول كيفية تمكّن المصريين القدماء من بناء أهرامات الجيزة الضخمة قبل آلاف السنين.
استخدم الباحثون، بقيادة الجغرافي هادر شيشة، من جامعة إيكس مرسيليا في فرنسا، أدلةً من علم البيئة القديمة، للمساعدة في إعادة بناء ما كان يمكن أن يبدو عليه نهر النيل في مصر خلال الـ8 آلاف عام الماضية.
وخلص الباحثون إلى أنّ بناة الأهراما استفادوا على الأرجح من ذراع النهر "البائد الآن" لنقل مواد البناء، وفقًا لدراسة نُشرت بتاريخ 24 أغسطس/ آب، في دورية "Proceedings of the National Academy of Sciences".
تزعم الدراسة أنّ النتائج التي توصلوا إليها تُظهر أنّ "المناظر المائية السابقة ومستويات الأنهار المرتفعة منذ حوالي 4500 عام سهّلت عملية بناء مجمع أهرامات الجيزة".
ويبلغ ارتفاع الهرم الأكبر حوالي 146.5 مترًا، وقد أمر الملك خوفو ببنائه في القرن السادس والعشرين قبل الميلاد.
يتكوّن الهرم الأكبر من 2.3 مليون كتلة حجرية بوزن إجمالي يبلغ 5.75 مليون طن، ويعد الأكبر بين أهرامات الجيزة الثلاثة.
عن الكاتب
الفرعون المصري
الافوكاتو